قد يتسأل البعض ما العلاقة بين مفاعلات الأبحاث والتصوير الطبي؟
أكثر من 80 بالمئة من التصوير الطبي المستخدَم سنويا لتشخيص الأمراض مثل السرطان -عفانا الله وإياكم- بات ممكناً بفضل الأدوية الصيدلانية المنتجَة، في الجزء الأكبر منها، في مفاعلات البحوث مثل مفاعل الأبحاث النووي الموجود بمركز البحوث النووية بتاجوراء أحد المراكز التابعة لمؤسسة الطاقة الذرية.
وتتضمَّن هذه المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية النظيرَ المشعّ التكنيشيوم 99 شبه المستقر، المستمدّ من النظير المشعّ الموليبدينيوم -99 الذي يُنتج بشكل أساسي في مفاعلات الأبحاث..
حيث يمكن إنتاج الموليبدينيوم -99 أو حتى التكنيشيوم -99 شبه المستقر باستخدام طُرق أخرى، إلا أن مفاعلات البحوث فعّالة بشكل خاص من حيث التكلفة ومناسبة تماماً لتلك الغاية، خاصة بالنسبة للإنتاج التجاري واسع النطاق. وذلك لأنه بإمكانها أن تنتج كميات كبيرة من الموليبدينيوم -99 بالخصائص الصحيحة التي تجعل من السهل استخراج التكنيشيوم -99 شبه المستقر باستخدام مولّد في المستشفى، وبالتالي الحفاظ على التدفُّق الثابت والموثوق لإمدادات المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لمزيد من المرضى وخاصة في الظروف الطارئة كالإغلاق الكلي الذي حدث بسبب جائحة كورونا..”
مفاعلات الأبحاث هي مفاعلات تُستخدم في المقام الأول للتدريب و اجراء الأبحاث العلمية ودراسة الفيض النيتروني، وبدلاً من توليد الكهرباء، تولد النيوترونات اللازمة للاستفادة منها في تطبيقات أخرى. حيث يمكن استخدام هذه النيوترونات لأغراض متعدّدة، مثل إنتاج الموليبدينيوم -99 من خلال تشعيع أهداف اليورانيوم -.235.
والموليبدينيوم -99 كونه من النظائر المشعة، هو ذرة غير مستقرة تخضع للاضمحلال. بعمر نص 66 ساعة. وناتج اضمحلال الموليبدينيوم -99، المعروف أيضاً باسم “الناتج الوليد”، هو التكنيشيوم- 99شبه المستقر..
و الذي يُستخدم بعدئذ لاستحداث مستحضرات صيدلانية إشعاعية مختلفة تكون جاهزة للحقن في جسم المريض. وبمجرد الدخول إلى جسم المريض، تكشف كاميرا خاصة خارج جسم المريض الكميات الصغيرة من الإشعاع التي يطلقها التكنيشيوم -99 شبه المستقر وهو في حالة اضمحلال وذلك لإنشاء صور طبية دقيقة لتشخيص الأمراض.
م. وليد الجدوعي
المسؤول الوطني للضمانات النووية
مكتب الرقابة النووية
مؤسسة الطاقة الذرية